الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليعلم السائل الكريم أن كنه الروح وماهيتها، وما إذا كانت تتطور أم لا، ومسكنها من بدن الإنسان، هي أمور لا يستطيع أحد من البشر إدراكها، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {الإسراء:85}.
ثم إن خالص ما في بدن الإنسان قلبه، وهو أمير البدن، وبصلاحه يصلح البدن وبفساده يفسد البدن كذلك، وبه يفقه العبد ويعقل، وبه يتوجه، قال الله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}.
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
وننصح السائل الكريم بطرح أسئلة يحتاج إليها في عبادته، فإن مثل هذه الأسئلة لا يتوقف عليها شيء من أمر الدين.
والله أعلم.