الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في رفض ذلك الخطيب لسبب أو لغير سبب، إذ لا يجب على المرأة القبول برجل محدد، ولا مانع من قبول هذا الشاب الثاني إذا كان مقبولا في دينه وخلقه ، ولكننا ننبهك إلى أمرين اثنين:
الأول: أنه يحرم على المرأة أن تسافر بدون محرم؛ كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 3096.
الثاني : أنه لا يجوز للمسلمة أن تقيم علاقة مع أجنبي عنها ، فتظل تواصله بالكلام وتشرح له حالها، وتحكي له ظروفها، فإن ذلك ولا شك باب فتنة وشر، وقد كان من نتيجة تلك الاتصالات ميل كلٍ منكم إلى الآخر، وهذا دليل على أن هذه العلاقة قد فعلت فعلها في القلوب، ولولا لطف الله بكم لحدث بسببها ما لا يحمد، وقد بينا سابقا في فتاوى كثيرة أن الرجل لا يجوز له أن يبتدئ السلام على المرأة ، بل ولا أن يعزيها عند موت قريب لها، مع أن التعزية تكون في حالٍ من تألُّم النفوس وانقباضها وفي ذلك ما يشغلها عن التفكير في الشهوات التافهة ، فإذا منع حديث الرجل مع المرأة في هذه الحالة فكيف بغيرها، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: ( لا أجنبي شابة) فلا يعزيها إلا محارمها وزوجها وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر. اهـ. وقال سليمان الجمل الشافعي في حاشيته على شرح منهج الطلاب: أما الأجنبي فيكره له ابتداؤها بتعزية والرد عليها ويحرمان منها. اهـ. ويحرم على الأجنبية ابتداء السلام، ويكره للرجل ابتداء أجنبية بالسلام عند الشافعية وجماعة من أهل العلم.
والله أعلم.