الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا المقطع من الآية الكريمة جاء في سياق حديث القرآن الكريم عن معبودات الكفار وأصنامهم، يقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{النحل:20-21}.
قال أهل التفسير: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وهم الأصنام أو كل ما عبد من دون الله، لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً أي لا يقدرون على خلق شيء، وَهُمْ يُخْلَقُونَ أي هم مخلوقون لله تعالى، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ أي هم أموات يعني الأصنام التي لا روح فيها ولا تسمع ولا تبصر، أي هي جمادات فكيف تعبدونها وأنتم أفضل منها بالحياة؟! وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ أي وما تدري هذه الأصنام متى تبعث، ونزلت هنا منزلة الآدميين لأنهم زعموا أنها تشفع لهم عند الله تعالى فجرى خطابهم على ذلك.
وقال الشوكاني في فتح القدير: أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ يعني أن هذه الأصنام أجسادها ميتة لا حياة بها أصلا، فزيادة غير أحياء لبيان أنها ليست كبعض الأجساد التي تموت بعد ثبوت الحياة لها؛ بل لا حياة لهذه أصلا فكيف يعبدونها لأنهم أفضل منها لأنهم أحياء.
والله أعلم.