الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسؤالك هذا يتلخص في نقطتين هما:
· ما إذا كان من حقك أن تسترد من أخيك المبالغ التي كنت قد صرفتها عليه.
· وما إذا كان هو مطالبا بمساعدتك في رعاية أبويكما في مراجعات الطبيب وإحضار بعض الأدوية وإحضار مؤن البيت ونحو ذلك من الطلبات البسيطة.
وقبل أن نبدأ بالإجابة عما سألت عنه، نوصيك بأن تحرص على الإحسان إلى أبويك، عملا بقول الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {البقرة: 83} والإحسان إليهما يكون بالحرص على ما يسرهما، والبعد عما يسوؤهما قولا وفعلا، ويتأكد هذا إذا كبرا. قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23-24}.
وفي الحديث: رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم وأحمد.
وذكر أخاك بما تحملته والدته من المشاق والمتاعب بسببه أيام الحمل والوضع والرضاعة والحضانة حتى كبر، وما تحمله أبوه من ذلك، أفما يحسن بمن تحمل منه أبواه هذه المعاناة كلها مع كمال الحب والعطف والرحمة والرفق والحرص على مصالحه أن يحرص بعد ضعفهما وكبرهما على الرفق بهما والإحسان إليهما والتلطف بهما والعناية والرحمة بهما والقيام بمصالحهما.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك الأول، فإن من أنفق على شخص نفقة غير واجبة عليه شرعا، له أن يرجع بما أنفق إذا كان للمنفَق عليه مال يعلم به المنفِق، قال خليل في مختصره: وعلى الصغير إن كان له مال علمه المنفق وحلف أنه أنفق ليرجع عليه... ومعناه أنه لو أنفق أجنبي على صغير له مال حين الإنفاق عليه، فله الرجوع في ماله ويحلف أنه أنفق ليرجع إلا أن يشهد على ذلك حين الإنفاق فلا يمين عليه حينئذ.
والذي يظهر من السؤال هو أن أخاك لم يكن له مال حين إنفاقك، وعليه فلا نرى أن لك الرجوع عليه بما أنفقت، إلا أنه كان ينبغي له أن يعترف بما كان لك عليه من الفضل، ويسعى في مكافأتك.
وأما القيام بشؤون أبويكما، فإن عليه منه مثل الذي عليك. وراجع في هذا فتوانا رقم: 43328.
والله أعلم .