الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السورة التي جاء فيها الأمر بإرجاع مفاتيح الكعبة إلى عثمان بن طلحة رضي الله عنه هي سورة النساء، فقد أخرج ابن جرير في التفسير وغيره في قول الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}، قال: نزلت في عثمان بن طلحة قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا. فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح.
والآية وإن كان سبب نزولها ما ذكره أهل التفسير فإنها عامة في كل أمانة، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر في علم الأصول.
والله أعلم.