الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام الرجل قد تاب وعمل صالحا فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، لقوله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان:68-70}. بل قد يبدل سيئاته حسنات بمنه وكرمه.. هذا إن كان الأخ قد صدق في توبته, وهو المتبادر لما ذكرت عنه, وينبغي أن يعلم أنه غدا بعد توبته حبيبا لله تعالى، ومن المقربين إليه، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.
فليصدق في توبته، وليخلص في نيته, وليحذر من كيد الشيطان ووسوسته وتقنيطه وليفرح بنعمة الله عليه، فإنه سبحانه يقول: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ {يونس:58}. والتوبة من أعظم النعم على العبد .وانظر الفتوى رقم: 1882.
وأما الشاب الذي ادعى أبوته فدعواه باطلة, وليست بينه وبينه علاقة, ولا يجوز له أن يتبناه, ولكن إن أراد الإحسان إليه وتربيته وتعليمه ودعوته فلا حرج في ذلك. وقد فصلنا القول في ابن الزنى وحكمه وإلى من ينسب في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9093، 12263، 28544.
والله أعلم.