الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن زيد رضي الله عنه: فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتاً منك. رواه أبو داود وغيره، وقد روي: أن بلالاً كان يؤذن على سطح امرأة من بني النجار، بيتها من أطول بيت حول المسجد. رواه أبو داود أيضاً، وحسنه الحافظ في الدراية.
ففي هذين الحديثين، وما جاء في معناهما، دليل على طلب رفع الصوت بالأذان، لأنه أبلغ في الإعلام المقصود منه، ومكبر الصوت لا يعدو كونه وسيلة إبلاغ وإسماع، تزيد صوت المؤذن قوة وحسناً، والقوة والحسن في صوت المؤذن وصفان مطلوبان في الأذان، فكل ما من شأنه أن يزيد منهما، فهو مطلوب شرعاً.
وعليه، فلا حرج في الأذان عبر مكبر الصوت، كما لا حرج أيضاً في الأذان داخل المسجد عند وجود مكبر الصوت داخله، وذلك لأن أذان المؤذنين خارج المسجد في العصور الأولى كان بقصد إيقاعها على السطوح والمنارات، طلباً لإطالة الصوت وتقويته، فمتى ما وجدنا ما يؤدي تلك المهمة داخل المسجد، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
والإقامة في هذا مثل الأذان، لأنه قد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أنها كانت تسمع خارج المسجد.
والله أعلم.