الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتشاؤم بيوم الأربعاء وبشهر صفر هو من الأمور التي كانت معروفة عند أهل الجاهلية فأبطلها الإسلام وجعلها من الشرك، كما تقدم في الفتوى رقم: 25680.
فالأمور كلها بيد الله تعالى فلا تأثير ليوم من الأيام في جلب نعمة أو بلاء أو دفعها، قال الباجي في المنتقى: فالأيام لا تأثير لها في شؤم ولا سعادة. وفي العتبية: سئل مالك عن الحجامة والاطلاء يوم السبت ويوم الأربعاء؟ فقال: لا بأس بذلك وليس يوم إلا وقد احتجمت فيه ولا أكره شيئاً من هذا حجامة ولا اطلاء ولا نكاحاً ولا سفراً في شيء من الأيام من الخروج والسفر. انتهى.
وعليه؛ فالتشاؤم بيوم الأربعاء الأخير من شهر صفر أمر لا دليل عليه؛ ولا يشرع لأحد أن يصلي فيه تلك الركعات مع الدعاء المذكور لما يعتقده فيه لأن هذا من الابتداع في الدين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 631.
والسؤال بسر فلان أو جاه كل ذلك من الأمور غير المشروعة على الراجح؛ كما سبق في الفتوى رقم: 17793، مع التنبيه على أن المسلم مطالب بالاستعاذة بالله تعالى دائماً من جهد البلاء ومن كل شر ومكروه، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 49017، والفتوى رقم: 51531.
والله أعلم.