الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ليس من منهجنا الحكم على الجماعات أو الأشخاص لأن هذا يتطلب منا الوقوف على مناهجهم بالكامل وهذا غير متوفر لدينا الآن، ونحن لم نطلع على كتب هذه الجماعة، كما أننا مشغولون بالإجابة على الأسئلة الأخرى، ولذا فإننا سنجيبك عما ذكرت بغض النظر عن ثبوته أو عدم ثبوته عمن نسبته إليهم، فنقول:
1- الأصل في الأموات أنهم في حياة برزخية، وهذه الحياة تختلف عن حياتنا الدنيوية، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 23341، فهم لا يتكلمون ككلامنا، ودعوى أن الميت يخاطب الناس بعد موته خلاف هذا الأصل.
2- ودعوى أن كبار الصوفية ينظرون في اللوح المحفوظ، وأن الغزالي وابن تيمية وغيرهم يقرؤون منه وينبئون بغيب المستقبل، كل ذلك من العقائد الباطلة، وعلم اللوح المحفوظ وما فيه من الغيب مما استأثر الله به، ولا سبيل للخلق للاطلاع عليه، والأدلة على ذلك كثيرة، فقد قال الله تعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}، وقال الله تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ {الأنعام:59}، وقال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ {الجن:26-27}، وقال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ {الأعراف:188}، وعن عائشة قالت: ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله. رواه مسلم. وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 58219، والفتوى رقم: 53940.
3- ولمعرفة هل الجماعات الإسلامية تدخل في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة راجع الفتوى رقم: 10945.
4- ولتعريف السلفية ومنهجها وموقفها من الجماعات الأخرى راجع الفتوى رقم: 39218.
والله أعلم.