الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في أن تتوضأ كل يوم أول النهار وتغسل رجليك ثم تلبس الجوربين وتمسح عليهما بقية اليوم لأن المحذور هو أن تبقيهما بعد مرور يوم وليلة دون أن تخلعهما وتغسل الرجلين مادمت مقيما.
وأما سلس البول والمذي فإن كان يتواصل نزولهما يحيث لا ينقطعان وقتا يمكن الطهارة والصلاة فيه دون نزول شيء منهما، فإن عليك إذا دخل وقت الصلاة أن تغسل ما علمت أنه أصابه أحدهما من الذكر وما حوله والثوب وتتحفظ ثم تتوضأ وتصلي ولو فاتتك الجماعة، ونوصيك بالتبكير للطهارة في أول الوقت لتدرك الجماعة.
أما ما شككت في أنه أصابه فلا يلزمك غسله.
ولك أن تأخذ بمذهب المالكية فإنهم يرون أن السلس الملازم لنصف الزمان فأكثر أنه لا ينقض، وأن المصاب به له أن يصلي بالوضوء ما شاء من فرائض ونوافل إن لم ينتقض وضوءه بغير حدث السلس وهذا إذا لم يقدر على رفعه. فإن قدر على رفعه فإنه ينقض مطلقا كسلس مذي لطول عزوبة أو مرض يخرج من غير تذكر أو تفكر أمكنه رفعه بتداوٍ أو صوم أو تزوج ويغتفر له زمن التداوي والتزوج، وعليه، فلو أخذت بهذا المذهب فلا حرج عليك.
ولا يلزمك غسل ما أصابه إذا عسر عليك ذلك كما بيناه في الفتوى رقم: 52081.
والله أعلم.