الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اتفق أهل الإسلام على وجوب الصلاة على كل مسلم بالغ عاقل، لم يمنعه من أدائها مانع شرعي من حيض أو نفاس، أو جنون، أو إغماء، ونحو ذلك، مما هو عذر شرعي.
وأجمع أهل العلم على كفر من تركها جاحداً لوجوبها، أو مستحلاً لتركها، لثبوت ذلك بالأدلة القطعية من القرآن والسنة والإجماع، وأما من تركها تكاسلاً؛ فجمهور الأئمة على أنه يستتاب ثلاثة أيام كالمرتد، فإن تاب، وإلا قتل حداً عند المالكية والشافعية، لا كفراً، بخلاف الحنابلة، فإنه يقتل عندهم كفراً، وما ذهبوا إليه أظهر، تعضده ظواهر نصوص شرعية. كقوله صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة. رواه مسلم.
والأحاديث التي تنحو نحوه، وعلى كل حال، فهم متفقون على أن الصلاة هي عماد الدين، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن من تركها تكاسلاً يقتل، وعلى ما ذهب إليه الحنابلة من كفر تارك الصلاة، وارتداده عن الإسلام، فإنه لا ينفعه أي عمل آخر مهما كانت أهميته، ما دام مصراً على ترك الصلاة، فقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله، وإذا كان ترك صلاة واحدة محبطاً للعمل، فكيف بمن ترك صلوات كثيرة.
وبناء عليه فإنا نقول لمن يحب الذكر مع تركه للصلاة: حبك للذكر لا ينفعك هو ولا غيره من الطاعات، ما لم تجدد إيمانك، وتأتي بالصلاة التي هي أول ما ستسأل عنه يوم القيامة، وتتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، فيما تستقبل من عمرك.
والله أعلم.