الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التفرق والاختلاف في الدين منه ماهو سائغ ، ومنه ما ليس بسائغ ، فالمسائل المجمع عليها من العقائد والفروع الفقهية لا يجوز فيها الاختلاف ، وأما المسائل التي لم تجمع فيها الأمة على رأي واحد فالاختلاف فيها غير مذموم ، كالاختلاف الواقع بين المذاهب الأربعة ، بل إن المخالف قد يمدح إذا كان من أهل العلم وكان الحامل له هو اتباع الحق ، وقد وقع هذا النوع من الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يؤد إلى تفسيق أو تبديع بعضهم لبعض ، فضلا عن تكفير بعضهم لبعض ، فلا يجوز اتهام من اتبع الكتاب والسنة ولم يخالف ما أجمعت عليه الأمة بأنه يهودي ولا بأنه جاء بدين جديد ، وراجع لمزيد من التفصيل الفتوى رقم : 38419 ، ولمعرفة ما يجوز فيه الاختلاف وما لا يجوز راجع الفتوى رقم : 8675 ، والفتوى رقم : 56408 .
والله أعلم .