الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يخفف عنكم ، وأن يذهب همكم ويزيل كربكم ، ويقضي دينكم ويغني فقركم ، وننصحكم باللجوء إلى الله تعالى ، والإكثار من ذكره بالتسبيح والاستغفار والصلاة على نبيه فقد قال : أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد: 28 } وقال : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح: 10 ــ 12 }
وفي الحديث عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت قال: قلت: الربع قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت: النصف قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال: قلت: فالثلثين قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك . رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ، وقال الشيخ الألباني: حسن
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : ( فكم أجعل لك من صلاتي ) أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي قاله القاريء ، وقال المنذري في الترغيب معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك . انتهى
ومن أهم ما يجب عليكم في ذلك أن تتوبوا إلى الله تعالى من القرض الذي اقترضتموه من البنك إذا كان قرضاً ربوياً ( وهذا الذي نظنه لعدم وجود قروض حسنة في هذا الزمان ) فإن الربا من أكبر الكبائر ، وقد وعد الله التائبين المستغفرين بسعة الرزق وكثرة الخير وزيادة القوى فقال : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ {هود: 3 } وقال : وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {هود:52 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس : توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة . رواه مسلم عن الأغر بن يسار المزني
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية : 6121 // 7768 // 31402 // 26503 .
والله أعلم .