الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك العافية والشفاء مما تجده من وسوسة واعلم أن العبادة مبناها على التخفيف ورفع الحرج. قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78} فيكفيك من وجوب الاستنجاء تنقية المخرج من البول بعد انقطاع البول، فإذا انقطع البول اغسل المخرج ولا تتكلف إخراج ما يخيل إليك أنه في داخل الذكر فإن الذكر كالضرع إن تركته قر وإن حلبته در هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعد الاستنجاء ينبغي أن تنضح المحل والسراويل بالماء لأن ذلك سبب لقطع الوساوس بإذن الله تعالى. قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه. قال حنبل سألت أحمد بن حنبل قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. انتهى. وقال الإمام النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس. انتهى.
ولا تأثم إن نضحت على فرجك وما يليه من الملابس بالماء بل تؤجر لاتباعك السنة، ثم عليك أن تعرض بعد ذلك عما تجده من وساوس في شأن خروج بعض البول لما يترتب على الاسترسال في الوسوسة من ضرر على الدين والدنيا، فأفضل علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض كما صرح بذلك بعض أهل العلم فقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 10973 هذا كله فيما إذا كان نزول البول مجرد شكوك، أما إذا لم ينقطع عنك البول واستمر وأنت متيقن من ذلك فهذا يعتبر سلسا، وتفصيل الحكم فيه مذكور في الفتوى رقم: 3224.
والله أعلم.