القتل لا يحل الخلاف بين الأخوين

8-12-2005 | إسلام ويب

السؤال:
السؤال يا سيدي بارك الله فيكم: إنني في حيرة من أمري وقد أرتكب جريمة قتل إلا أنني أخاف الله وأريد منكم أن تفتوني في أمري والله على ما أقول شهيد السؤال ما هو عقاب من ينكث بعهد الله بعد أخذ الميثاق وأعلم أنكم من أهل العلم والمعرفة وأرجوكم أن تفتوني في أمري فقد تعاهدت أنا وأخي عهد الله أن لا يخونني في هذا الاتفاق حيث إنني كنت مديونا يوما من الأيام بشيك قدره ألفا دينار وعرضت على أخي الأمر ليساعدني وعندها طلب منى التنازل عن قطعة أرض لي وهي سبع دونمات مقابل أن يسدد الشيك ودينا آخر وهو خمسمائة دينار ومبلغا للدولة رسوم التنازل فأصبح مبلغه الذي دفعه ثلاثة آلاف دينار والأمر رهن مقابل أن أدفع له ماله الذي دفعه وتعاهدنا عهد الله على الوفاء ومما زاد ثقتي بأخي أنه حج بيت الله وملتزم بالدين ولكنه الآن ينكر هذا الأمر ويقول إنه بيع وشراء علما أن قيمة الأرض في ذلك الزمن هو عشرة آلاف وخمسمائة دينار وقد كنت أعمل على سمسرة الأراضي وعندي إلمام بها وكان هذا في تاريخ 1998 وقد عرضت عليه أن يكون رهن ولكنه رفض وقال لي بالحرف الواحد أنا أريد أحافظ عليك وأخاف أن تعود لبيعها بزيادة مبلغ بسيط أما الآن فلقد تضاعف سعر الأرض فأصبح 28 ألف دينار أردني وقد عرضت عليه المناصفة كي لا تيئس نفسه ولكنه يزيد إنكارا واستكبارا فطلبت منه أن يحلف على القرآن الكريم على ما قد أوثقنا به العهود وهو عهد الله شاهدا وكفيلا وحلف أنه بيع وشراء ولم يكن بيننا عهد عن توفر المال واسترجاع قطعة الأرض وأنا حالي الآن لا يسر القريب أو البعيد حيث إنني اسكن في بيت والدنا رحمه الله مع أمي وهو أيضا يقاسمنا السكن في نفس المنزل وأنا عاطل عن العمل ولا أملك أي شيء أعيش معهم وقد كنت سابقا آكل واشرب معهم أما الآن فلقد تغير حالهم وهم أهلي ولا يسمحون لي بمشاركتهم الطعام أو الشراب رغم أنهم لا يظهرون هذا الأمر خشية أن تعلم أمي بالأمر وهذا بعد أن طلبت منه أن يرجع لي الأرض ويفي بعهده أما عن تسديد المال فلقد تبرع به لي أحد الأصدقاء عندما أخبرته بحالي ولكن رفض أخي للأمر جعلني أعيد المبلغ لأنني لا يحق لي فيه شيء وأنا أخذته لاسترجاع حق لي وحقيقة أحب هنا أن أوضح لكم بصريح العبارة أن شخصيتي تنتمي تحت بند الشخصية العاجزة أي أنني لا أستمر في عمل ولا في علاقات اجتماعية ولا أجيد النجاح في اي شيء وعمري الآن يناهز 30عاما وأخي عمره 47عاما أنا الآن لا أملك شيئا غير الأمل في الله وفيكم أن ترشدوني وأنا الآن أرسل لكم هذا من مقهى للإنترنت أنا أعاني مأساة حقيقة حيث إنني ورثت عن والدي قطعة ارض كبيرة وبعتها بمبلغ كبير وضاع المال وبقيت أنا بلا رصيد أعمل عند الناس لآكل وأشرب فقط وأخي يعلم بحالي وما آل إليه وإنني تعرضت لعملية نصب كبيرة ولكن لا أملك أي سلاح ضدهم سوى الثقة العمياء التي أعطيها لكل الناس ومحبتي لهم ولرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وأملي في الله أن تعيروا رسالتي اهتمامكم فانا إنسان مسلم وقلبي مع المسلمين أشعر معهم وأتألم من أجلهم فحال المسلمين اليوم حال يدمي القلب وأنا أريد العدالة وأبحث عنها وأريد أن أحقق أمر الله في هذا الأمر احتسابا لثوابه ومخافة عقابه أما حال أخي فهو متزوج وله بنتان وثلاثة أولاد ويملك سيارة أجرة يعمل عليها وعنده مزرعة تبلغ مساحتها 17 دونما وهو أيضا عانى نفس التجربة من بيع الأرض واستغل المال لسفر إلى أمريكا والعمل هناك لكنه عاد فاشلا خالي الوفاض كلنا نعاني من نفس التجربة المريرة مما يجعله أقدر الناس على الإحساس بي ولكنه يرفض إذا أريد أن أفسر الأمر فقد استغل ظرفي وحالي من الدين وهذا يثير غضبي وأنا أسكن معه تحت سقف واحد مما يؤجج مشاعر الغضب والكراهية ولكن إسلامي يمنعني من هذا وأرجو أن تدركوا هذه الحقيقة حقيقة الاستكبار والإنكار ولقد علمت نفسه ما قدمت أنا الآن تروادني وساوس شيطانية أنه يستحق القتل أنا لا أبالي بقانون أو حكومة أو عقوبتهم حتى لو أعدموني فالأمر سيان فأنا مقتول أمشي بين الناس وقد هددته أيضا بأني سأشتكيه للجيران وأجلس في وسط الشارع وكل من يسألني عن سبب جلوسي أقول له أخي آخذ حقي ولا يريد أن يعيده لي فما كان جوابه إلا أن سيمتنع عن مساعدتي بأي شيء وقال بالحرف الواحد قبل لا يزرعك إبليس أنا كنت مسبل وبدء فعلا بحربي فمنعت من الطعام والشراب وعدم استخدام أي شيء يملكونه وهنا أنا بؤرة اليأس فلا عمل ولاشيء فماذا أستطيع أن أقول لكم غير هذا وما خفي كان أعظم لكن الله أسألكم أن ترشدوني إلى شيء أحقق به الحق أو أسترد به حقي أو ما يكون عقابه وما يستحقه لأنني أحس أني إذا عاقبته فسيرتاح بالي وعقلي فأنا لا أريد أهله بأذى أو أن يتربى أولاده تربية يتم مثلي فلقد عشت حياة اليتيم وأقسم بالله أن أقتص لله ربي ولنفسي من الظالم

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن قتل النفس عمدا عدوانا من أعظم الذنوب وأشنعها عند الله تعالى، كما جاء في نصوص الكتاب والسنة. قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93}. وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء. وروى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن معنقا -ومعنى معنقا: خفيف الظهر سريع السير- صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح" أي أعيا وانقطع. وروى ابن ماجه عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق. وكونه لم يؤد إليك حقك ليس مسوغا لقتله.

وعليه، فاحذر كل الحذر أن تفكر في مثل هذه الأمور، و عليك أن تبعد عنك وساوس الشيطان بذلك، فإنه عدو لك يريد لك الخلود في النار. وأي استراحة لبالك ستجدها إذا كان سيعقبها ما سيترتب من سخط عليك من أسرتك ومن المجتمع كله، ومن عقوبة لا نستطيع تصور ما ستكون عليه؟

ولو افترضنا –جدلا- نجاتك من السخط ومن كل العقوبات، فأي فائدة لاستراحة البال إذا كان يعقبها العذاب في جهنم؟

وفيما يتعلق بموضوع نكث العهد فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 46673.

ثم ما ذكرت من خلاف بينك وبين أخيك فيما إذا كانت الأرض رهنا بالمبلغ الذي دفعه عنك أخوك، أو أنه قد اشتراها منك بذلك المبلغ، يمكن أن يحل ببساطة عند المحكمة الشرعية إذا ذهبتما إليها. وستكلفك أنت بالبينة على دعواك، أو تكلفه هو بها باليمين إذا لم توجد بينة عند أي منكما.

وستنهي المشكلة دون أن يكون ثمة ما يدعو إلى القتل أو أي شيء آخر وإذا لم تنحل المشكلة على الوجه الذي يرضيك وظلمت، فثق بأنك ستأخذ مظلمتك كاملة غير ناقصة يوم الحساب، وهناك ستحمد الله أنك كنت مظلوما .

ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويهديكم إلى الرشاد.

والله أعلم.

 

www.islamweb.net