الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت إذ ألغيت التعامل مع البنوك الربوية ودفاتر التوفير البريدية لاشتمالها على الربا المحرم الصُّراح، وقد بينا ذلك في هاتين الفتويين: 54017، 28329.
أما عن الحساب الجديد المسمى بحساب (يوم بيوم) فلا علم لنا بحقيقته إلا أنه يمكننا أن نحكم عليه حكماً عاماً ومرجع إنزال الحكم العام على حقيقة هذا الحساب يعود إليك أو إلى من يمكنه تطبيق ذلك ببلدكم فنقول: إذا كان هذا الحساب يخضع للاستثمار المباح في إحدى المجالات التي يتم فيها استثمار المال فلا مانع من الاشتراك فيه بصفة المضاربة بشروطها، التي بيناها في الفتوى رقم: 63918، وكذلك الفتاوى المربوطة بها.
أما إذا كان يستثمر هذا المال في مجال محرم أو كان لا يستثمر المال أصلاً وإنما يقرضه بفائدة ربوية -كما هو حال البنوك الربوية- فلا يجوز الاشتراك فيه أصلاً لأن أصل عمله محرم.
وننبه الأخت السائلة إلى أن الحساب الجاري المتعارف عليه في البنوك غير الإسلامية لا يُعطي فوائد أصلاً وإنما هو إيداع للمال لمجرد الحفظ دون الحصول على فائدة زائدة، ولا نعلم بنكاً ربوياً في عصرنا يستثمر الأموال بنفسه، بل عمل البنوك الربوية الأساسي هو المتاجرة في الديون بالاقتراض والإقراض، وراجع في هذا الفتوى رقم: 59201، والفتوى رقم: 61240.
ولذا فإننا نحذر الأخت السائلة من الاغترار بالعناوين والجمل التي ظاهرها رحمة وباطنها عذاب، مع نصيحتنا لها بالبحث عن بنك إسلامي تستثمر فيه مالها، أو مشروع تجاري أو بناء عقار يُدر غلة دائمة عليها.
والله أعلم.