الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مجرد الشعور والإحساس باللذة سواء كان ذلك في النوم أو اليقظة لا يوجب الاغتسال ما دام الماء أي المني لم ينزل ، والظاهر أن الذي تشعر به الأخت السائلة هو احتلام لم يحصل فيه إنزال ، وهذا الذي حصل من غير سبب منها لا إثم فيه ولا يلزم منه الغسل فلو رأت الماء بعد الاحتلام أو رأت أثره وجب عليها الغسل لما رواه البخاري عن أم سلمة : أن أم سليم قالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من الغسل إذا احتلمت ؟ قال : نعم إذا رأت الماء . فضحكت أم سلمة فقالت تحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبم يشبه الولد . وفي سنن أبي داود عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا وجدت المرأة في المنام ما يجد الرجل فلتغتسل . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري) : وروى عبد الرزاق في هذه القصة ــ أي قصة استفتاء أم سليم عن احتلام المرأة ــ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : إذا رأت إحداكن الماء كما يراه الرجل .
وروى أحمد من حديث خولة بنت حكيم في نحو هذه القصة : ليس عليها غسل حتى تنزل كما ينزل الرجل . وفيه رد على من زعم أن ماء المرأة لا يبرز ، وإنما يعرف إنزالها بشهوتها. انتهى كلامه رحمه الله
قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع : ونقل ابن المنذر الإجماع على أنه إذا رأى في منامه أنه احتلم أو جامع ولم يجد بللاً فلا غسل عليه . انتهى. ولو حدث ذلك أثناء الصيام في النوم كما في هذه الحالة لم يفسد الصوم ولا يجوز قطعه ولا يشرع قضاء اليوم الذي حصل فيه احتلام بإنزال أو بغير إنزال لأنه لم يفسد أصلاً .
قال ابن قدامة في المغني : ولو احتلم لم يفسد صومه ، لأنه عن غير اختيار منه ، فأشبه ما لو دخل حلقه شيء وهو نائم . ولو جامع في الليل فأنزل بعد ما أصبح لم يفطر ، لأنه لم يتسبب إليه في النهار ، فأشبه ما لو أكل شيئاً في الليل ، فذرعه القيء في النهار . انتهى
ونقول للأخت السائلة بعد أن من الله عليك بالتوبة إلى الله تعالى من هذه العادة المحرمة فاحذري أن تعودي لها ، ولبيان بعض أضرار العادة السرية راجعي الفتوى رقم : 2283 .
والله أعلم .