الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمصائب التي تصيب الناس في الدنيا لها حالات:
فإن كان العبد قائماً بأمر الله، متمسكا بشرعه، مستقيما على دينه، فيرجى أن يكون ما أصابه من مصائب رفعة له في الدرجات، ومثقلا لموازين حسناته، ففي الحديث الشريف: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري.
وإن كان العبد مقيما على معصية الله، مفرطا في دينه، لاهيا عابثاً، فقد تكون المصائب والآفات التي يبتلى بها تنبيها له من الله ليتوب ويرجع قبل فوات الأوان، وقد تكون عقوبة له في الدنيا نظير ظلمه لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.... رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وحسنه السيوطي.
وعليه.. فلا يبعد أن تكون تلك الابتلاءات التي لحقت بكم، والمشاكل التي تصيب عقاراتكم وأملاككم هي من جراء ما ذكرته عن أبيك من شرب الخمر، فإن الخمر أم الخبائث وشربها من كبائر الذنوب والآثام، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.
وفي معجم الطبراني الأوسط عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية. والحديث حسن.
فعليك أن تنصحي أباك بالابتعاد عما حرمه الله، فإن ما ذكرت أنكم فيه من النعم يستوجب عليكم الشكر لله بصرف نعمه فيما يرضيه، لا أن يستعان بها في معصية الله، فإن ذلك كفران للنعم، وإن كنت تظنين أن الذي ألمَّ بكم هو من الحسد والعين، فلك أن تراجعي في علاج ذلك فتوانا رقم: 32262، ونسأل الله الهداية لأبيك ولعامة المسلمين.
والله أعلم.