الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال أهل التفسير في هذه الآيات: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {الأنعام:75}، قالوا: وكما أراه الله تعالى البصيرة في دينه والحق في خلاف قومه أراه ملكوت السماوات والأرض... وعن مجاهد: أراه الله ملكوت السماوات والأرض آياتها تفرجت له السماوات السبع حتى العرش فنظر فيهن، وتفرجت له الأرضون السبع فنظر فيهن، أراه الله تعالى ذلك ليكون من الموقنين بوحدانية الله تعالى وربوبيته وقدرته.... ونبوة إبراهيم ورسالته.. وقوله تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا...... {الأنعام:76}، قصة أخرى عن إبراهيم عليه السلام، ورؤيته للكوكب ليس فيها دليل على وجود تقدم علمي في ذلك العصر أو عدمه، لأن الكوكب في اللغة يطلق على كل نجم يضيء، ولهذا فسر بعضهم الكوكب الذي رآه بالزهرة وبغير ذلك من الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وكذلك الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام مع الشمس والقمر، فكل ذلك ليس فيه دليل على أنها كواكب بالمصطلح المعروف اليوم والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولم نقف على من قال بذلك من أهل التفسير.
والله أعلم.