الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد رويت أحاديث في ثواب خاص للمرة في حال الحمل والوضع والإرضاع، وقد ضعف أهل العلم هذه الأحاديث، بل حكم بعضهم بوضعها، لكن في الصبر على مشقة الحمل والوضع ولإرضاع ثواب بلا شك، لعموم النصوص الشرعية الدالة على أن المسلم يثاب على كل ما يصيبه من أذى في الحياة الدنيا إذا صبر، واحتسب الأجر عند الله تعالى. وقد بينا طرفا من ذلك في الفتوى: 21797 .
والحامل في ساعة الوضع تعتبر في عسر واضطرار فلها دعوة مستجابة، كما بينا في الفتوى رقم: 51839.
وتعد الحامل إذا ماتت في الحمل من الشهداء لما رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عتيك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله؛ المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. قال ابن حجر: التي تموت وفي بطنها ولد. وقال النووي: وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها.
وقال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء.
والله أعلم.