الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآصرة هي العلاقة والرابطة قال ابن سيده: الآصرة الحبل الصغير ويطلق على الوتد القصير أيضا كما في اللسان قال ومن ذلك ما ذكره ابن الأعرابي في قول الشاعر
لعمرك لا أدنو الوصل دنية ولا أتصبى آصرات خليل
قال ابن منظور أي لا أبتغي زوجة خليلي أو من لها قرابة كعمته وخالته ونحوها . وأصل الآصرة الحبل الصغير الذي يشد به أسفل الخباء .
إذن فآصرة القرابة رابطتها من بنوة وأبوة وأخوة وغيرها.
وآصرة العقد أي روابطه والعقود كثيرة منها عقد المصاهرة وهو الزواج ، وعقد الموالاة وغيرها قال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير: وآصرة الدين أعظم جميع الأواصر قال تعالى : أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ {التوبة : 3 } وقال تعالى : مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ {الرعد : 25 } عام في جميع الأواصر والعلائق التي أمر الله بالمودة والإحسان لأصحابها فمنها آصرة الإيمان ومنها آصرة القرابة وهي صلة الرحم .
وقال سيد قطب رحمه الله في الظلال: والمسلمون تربطهم آصرة واحدة آصرة العقيدة التي تذوب فيها الأجناس والأوطان واللغات والألوان وسائر هذه الآواصر العرضية التي لا علاقة لها بجوهر الإنسان.
والله أعلم .