الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يوفقك ويهديك ويعينك على ما تطمحين إليه من الاستقامة والفوز بمرضاة الله تعالى، واعلمي أن ملخص ما يجب على المرء هو: امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
فلكي تحصلي على هذا المقصد النبيل، فعليك -أيتها الأخت الكريمة- أن تبتعدي عن كل ما حرم الله تعالى، وتحافظي على جميع الفرائض، وتتقربي إلى الله بما تستطيعينه من النوافل، وتحرصي على حفظ لسانك عن جميع الزلات، فإن فعلت ذلك فقد فزت بمحبة الله ونلت رضاه.
وقد قدم من أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام خطة متكاملة لمعاذ رضي الله عنه لما سأله عن عمل يدخله الجنة ويبعده عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
والله أعلم.