الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يتعين إنهاء الهجران بين زوجك وصديقه إذا كان سببه معاملات دنيوية ، ليسلما من الوعيد المذكور في حديث مسلم : تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا . وأفضل المتهاجرين هو من يبدأ بالاتصال بأخيه فيسلم عليه فإن رد الآخر فبها ونعمت، وإلا سلم البادئ من الوعيد المذكور في الهجر وبقي الآخر على حاله . وذلك لما في الحديث : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .
فحرضي زوجك على قطع الهجران الحاصل بينه وبين زميله، وذكريه بأهمية الصلح والعفو، ويمكنك أن تتكلمي بالهاتف مع صديقتك زوجة الأخ الثاني وتحرضيها على السعي في إصلاح ذات بينهما وإقناع كل منهما بالصلح والتسامح، وتذكرا ما في ذلك من الأجر، فقد قال تعالى : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء: 114} وقال تعالى : وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء: 128} وقال تعالى : فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}
فعليك بالاستعانة بالله وسؤاله لزوجك أن يهديه للصواب في جميع معاملاته، وبمحاولة إقناعه بصلة صديقه وعدم هجره .
واستعيني في ذلك بما ذكرنا من الأدلة الموضحة لترك الهجر، ولأهمية الاتصال بين الناس والتسامح، وبيني له أن مقابلة الإساءة بالإحسان والعفو تسبب معية الله ومحبته، وتجر الطرف الآخر لمحبة العافي . وراجعي الفتوى رقم : 27765 ، والفتوى رقم : 59967 .
والله أعلم .