الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن للوالدين منزلة عظيمة، وأنه يجب على الولد برهما والإحسان إليهما. قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا {الأحقاف 15} وحق الأم في البر أعظم ونصيبها منه أوفر، وتراجع الفتوى رقم: 58156.
ولو قدر أن وقعت الأم في منكر فينبغي أن يختار الولد أفضل السبل في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فإن انتهت فالحمد لله، وإن أصرت على ما هي عليه فقد أعذر إلى الله تعالى، وأما مقابلة إساءتها إلى ولدها بإساته هو إليها فإن ذلك عقوق منه لأمه، وتراجع الفتوى رقم: 3459.
وعلى هذا فكان الواجب عليك طاعة أمك وإغلاق التفاز مادامت قد طلبت منك ذلك، وإقدامك على الكلام معها على وجه يغضبها منكر تجب عليك التوبة منه، فالواجب عليك برها والإحسان إليها على كل حال، ولا تتراجع عن قرارك بمحاولة إرضائها فإن الشيطان هو الذي يذكرك بما كان قد صدر منها حتى يحرمك من أداء واجبك نحوها.
والله أعلم.