الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك غيرتك على عرضك وحرصك على صيانة أختك، ولا شك أن هذا شان المؤمن، فجزاك الله خيرا.
وإن كانت أختك على ما ذكرت من خروجها مع هذا الشاب وأن أمك تقرها على ذلك بل وتدفعها إليه فقد أساءت كل منهما، فنوصيك بأن تبذل لهما النصح بأسلوب طيب مبديا لهما الحرص والشفقة على أختك، والحفاظ على سمعة عائلتك، ولا تنس أن تستعين بالله تعالى، فهو خير معين، ولا بأس بأن تستعين بالفضلاء من الناس وأقربائك أو غيرهم إن احتجت إلى ذلك، وإن أمكنك الانتقال للسكن مع أمك وأختك فافعل، فإن هذا قد يكون أدعى لتعاهدهما بالنصح والتوجيه، وينبغي أن تكون قدوة صالحة في تعاملك معهما فإن هذا خير معين لهما على الانتفاع بنصائحك وتوجيهاتك، فإن لم يجد كل ذلك النصح والتوجيه وغلب على ظنك أن يكون هجرك لأختك رادعا لها عن هذه التصرفات فالأولى أن تهجرها، وإن كانت لك الولاية عليها فيمكنك تهديدها وتخويفها بحرمانها من الدراسة والخروج من البيت لغير ضرورة، ويمكنك حرمانها من ذلك إن تعين هذا سبيلا لعلاج هذا الأمر.
والواجب عليك الحذر من معالجة المنكر بما هو أكبر منه، أو أن تدفعك إساءة أمك إلى الإساءة إليها فتقع في العقوق، وراجع الفتوى رقم: 9044، والفتوى رقم: 6675.
والله أعلم.