الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان السائل يعني أن قريبته دفنت ودفن الطفل معها في قبر واحد فقد تقدم في الفتوى رقم: 57977، أن دفن الميتين في قبر واحد لغير ضرورة دائر بين الكراهة والحرمة عند أهل العلم.
أما كون دفن الطفل معها يخفف عنها العذاب أو أنه يشفع فيها فلم نطلع على ما يدل عليه، سواء دفن معها في قبر واحد أو دفن بجانبها.
ولعل السائل يعني ما ثبت في الصحيحين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظ النساء فكان مما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين. وفي رواية: ثلاثة لم يبلغن الحنث. قال الحافظ ابن حجر: وفيه جواز الوعد، وأن أطفال المسلمين في الجنة، وأن من مات له ولدان حجباه من النار، وفي حديث آخر: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولدان لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، رواه البخاري، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى -أو قال-: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة.
وهذه الأحاديث واردة فيمن مات له أولاد قبله سواء دفن معهم أو لم يدفن معهم، أما أن ينتفع شخص آخر بأولاد غيره سواء دفن معهم أولا فلم نطلع عليه.
والله أعلم.