الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فالغناء أنواع، منه الجائز، ومنه المحرم. والحكمة من تحريم المحرم منه ظاهرة، لما له من أثر على القلب والعقل، وحسبك ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْعَ, وَالذِّكْرُ يُنْبِتُ الْإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْعَ. رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، والبيهقي في السنن الكبرى.
ومن تأمل حال المنشغلين بسماع الغناء والمعازف، والمشتغلين به أداءً ومشاركة، وما في مجالسهم من اللغو والفسوق، وما هم عليه من الغفلة عن أداء العبادات، والإعراض عن تفهم القرآن، والانتفاع بتلاوته أيقن بوجود الحكمة التامة من وراء تحريم هذا النوع من الغناء.
ومن شأن المسلم الامتثال لأمر الله تعالى، والاجتناب لما نهى عنه، وإن لم يقف على ما وراء ذلك من الحكم والمصالح، فكيف إذا عرف الحكمة، وظهرت له المصلحة. والحكمة في هذه المسألة ظاهرة لمن تأمل وسلم من الهوى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية: 5679، 128375، 281344.
والله تعالى أعلم.