الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطالب يتعين عليه العزم على الاستفادة من دراسته وأن لا يكون همه النجاح في الامتحان فقط، بل يبذل قصارى جهده في تحصيل العلم النافع ليستفيد منه ويفيد في المستقبل، فما كان من المواد يحتاج لضبط ألفاظه ينبغي أن يختار له الأوقات المناسبة للحفظ وهي وقت السحر وما بعد الفجر، وليكن الإنسان في مكان خال مما يشوش على ذهنه من المسموعات والمنظورات.
وينبغي أن يجزئ المادة المحفوظة إن كان النص طويلا فيقسمه إلى عدة فقرات فيأخذ الفقرة الأولى مثلا ويركز عليها بنظره ويقرؤها بصوت مسموع مع حضور الذهن حتى تشترك الحواس كلها في حفظها ثم بعد تكرارها عدة مراة يغمض عينيه ويحاول استحضارها فإن كان أتم حفظها فليراجعها عدة مرات.
ثم يتقدم للفقرة الثانية ويجعل بين الفقرتين رابطا إن كان الكلام مترابطا كما في القرآن، ثم يواصل حتى يكمل النص كله ثم يراجعه مجتمعا عشرات المرات حتى يتأكد حفظه ويتعهده في الأيام المقبلة لئلا يتفلت.
وأما ما كان من المواد لا يطلب ضبط ألفاظه فينبغي للطالب أن يطالعه حتى يتأكد من فهمه ويسأل المدرس أو بعض الطلبة الفاهمين عما يشكل عليه إن كان هناك إشكال، فإن تأكد من فهم الموضوع فليحاول تلخيصه في جمل مختصرة ويحفظها لتساعده على الاستذكار أثناء الامتحانات ثم يحاول أن يلقي درسا لنفسه أو لزملائه بمحتوى المادة ثم يرجع إلى المذكرة بعد ذلك ليعرف هل بقي عليه شيء لم يتذكره، ثم يراجعه مرات بعد ذلك ليتأكد تمكنه من استيعاب المادة
ومن أحسن الأوقات للمذاكرة وقت المساء مع الهدوء وتفريغ البال لما يذاكره الطالب، وليعلم أن الحفظ والفهم يتعين اجتماعهما في أغلب الأمور فإن فهم معاني المادة يساعد على حفظها.
وعلى الطالب أن يحافظ على الطاعة الواجبة وأهمها الصلاة في المسجد وينبغي المحافظة على الأذكار المقيدة والمطلقة، وعليه أن يبتعد عن المعاصي فإن التقوى سبب للفلاح وإن المعاصي سبب للحرمان كما قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه. رواه أحمد وصححه الألباني.
وأما الأدعية فراجع فيها وفي المزيد عما تقدم الفتاوى التالية أرقامها: مع إحالاتها: 60018، 25728، 35247، 43863، 49867، 53348، 50689.
والله أعلم.