الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيحرم النظر إلى الصور العارية والأفلام الجنسية، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1256، 3605، 6617، 59061.
وعلى هذا فالواجب عليك المسارعة بالتوبة من ذلك الذنب، وعقد العزم على عدم العودة إليه أبداً، والندم على ما فرطت في جنب الله، واجتهد في إقناع والدك أن يساعد في تزويجك وأن يعجل بذلك، ولك أن توسط بينكما واسطة يرضاها والدك، كجدك أو أحد أعمامك أو إمام المسجد الذي يصلي فيه والدك أو نحو ذلك.
وإن أصر والدك على عدم مساعدتك مادياً في الزواج، وكنت قادراً على تكاليف الزواج، فتزوج ولا يشترط موافقة الوالدين، واسأل الله بذل وإلحاح أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتعف بها نفسك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وصححه. ومن أهم ما تدعو الله تعالى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
وإلى أن ييسر الله لك أمر الزواج -فأكثر من الصوم فإنه له تأثير بالغ في كسر شدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
هذا وتجنب المثيرات وحافظ على غض بصرك، واحذر الصحبة السيئة التي تزين لك المعصية ومطالعة الحرام، وفي المقابل اتخذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإنه أعظم معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاعبد الله معهم، وتعاون معهم على الخير وعلى طلب العلم النافع، وذلك أكبر صارف عما تجد في نفسك من رغبة في مطالعة الحرام، واحذر أن تخلو بالإنترنت فإنه شر ما يختلي به مثلك، فإذا كنت صادقاً فخذ بهذا العلاج فإنه نافع لك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.