الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كانت الجبال مأوى للصوص وقطاع الطرق ومأوى يلوذ به المطاردون. وكان الناس يقصدونها للاستفادة مما فيها من المنافع وغير ذلك، أما ابن نوح الذي ورد ذكره في القرآن فإنه لما استعصم بالجبل كما زعم طغى الطوفان على الجبل وحمله فاختلطت جثته بغيره فكل الجثث قد حملها الماء، والله أعلم أين ألقى الطوفان بجثة ابن نوح هل على جبل أو على بر، وكذلك أم الصبى فإن الماء قد حملها وابنها، قال الطبري: يزعم أهل التوراة أن الماء قد طغى فوق رؤوس الجبال خمسة عشر ذراعا فباد ما على وجه الأرض من الخلق من كل شيء فيه الروح أو شجر فلم يبق شيء من الخلائق إلا نوح ومن معه في الفلك. وقصة نوح قد حصلت بنواحي الجزيرة أوبناحية الموصل. وانظري القصة كاملة في تفسير الطبري عند تلك الآية. إذن فتلك الجثة لا يمكن الجزم بأنها جثة ابن نوح أو جثة غيره ممن هلك في الطوفان أو جثة قاطع طريق أو عابر سبيل. وعلى افتراض أنها جثة ابن نوح فإن ذلك لا تنبني عليه فائدة في الدنيا ولا في الآخرة، ولا ينبغي للمسلم أن يضيع وقته في البحث عما لا فائدة فيه. فالوقت أولى ما عني المرء وسيسأل عنه يوم القيامة سؤالين اثنين فليعد لهما جوابا " عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه.." نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يهدينا لعمارة أوقاتنا بالعلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب. والله أعلم، هذا ونلفت انتباهك إلى أن هذا الموقع هو موقع الشبكة الإسلامية وليس موقع الشيخ طارق السويدان.