تفسير الآيات الثلاث الأول من سورة فاطر

24-8-2005 | إسلام ويب

السؤال:
إني أود أن أعرف تفسيرالآيات الثلاث الأول من سورة "فاطر" .جزاكم الله خيرا .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {فاطر:1}.  أي الشكر الكامل للمعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ولا ينبغي أن تكون لغيره( فاطر السموات والارض) أي مبدعها قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعربيان يختصمان في بئر فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها أي بدأتها فهو سبحانه خالق السماوات السبع والأرض ومبدعها ( جاعل الملائكة رسلا) إلى من يشاء من عباده وفيما شاء من أمره ونهيه ( أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) أي: أصحاب أجنحة يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعا فمنهم من له اثنان من الأجنحة ومنهم من له ثلاثة أجنحة ومنهم من له أربعه قال: الطبري: حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة{ أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع } قال بعضهم: له جناحان وبعضهم: ثلاثة وبعضهم أربعة. قال ابن كثير: ومنهم من له أكثر من ذلك كما جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء وله ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب ، ولهذا قال جل وعلا: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وذلك زيادته تبارك وتعالى في خلق هذا الملك من الأجنحة على الآخر ما يشاء ونقصانه عن الآخر ما أحب له الخلق والأمر وله القدرة والسلطان{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي قدير على زيادة ما شاء من ذلك فيما شاء ونقصان ما شاء منه ممن شاء وغير ذلك من الأشياء كلها لا يمتنع عليه فعل شيء أراده سبحانه وتعالى: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {فاطر:2}، ساق ابن جرير الطبري بسنده إلى قتادة قال: ما يفتح الله للناس من رحمة، : أي من خير،: فلا ممسك لها ،: فلا يستطيع أحد حبسها، : وما يمسك فلا مرسل له من بعده،. وقال تعالى ذكره: فلا ممسك لها، فأنث ما لذكر الرحمة من بعده وقال: وما يمسك فلا مرسل له من بعده } فذكر للفظ ( ما) لأن لفظه لفظ مذكر. وقوله ( وهو العزيز الحكيم) يقول: وهو العزيز في نقمته ممن انتقم منه من خلقه بحبس رحمته عنه وخيراته الحكيم في تدبير خلقه وفتحه لهم الرحمة إذا كان فتح ذلك صلاحا وإمساكه إياه عنهم إذا كان إمساكه حكمة.

 يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون {فاطر:3}. يقول تعالى ذكره للمشركين به من قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش: يا أيها الناس ذاكروا نعمة الله التي أنعهما عليكم فانظروا هل من خالق سوى فاطر السماوات والأرض فتعبدوه دونه لا إله إلا هو يقول: لا معبود تنبغي له العبادة إلا الذي فطر السماوات والأرض القادر على كل شيء  فأنى تؤفكون يقول: فأي وجه عن خالقكم ورازقكم الذي بيده نفعكم وضركم تصرفون. هذا مجمل ما ذكره المفسرون عند هذه الآيات كابن جرير الطبري وابن كثير والقرطبي وغيرهم.

والله أعلم.

www.islamweb.net