الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا اللفظ ليس في كتاب الله، فلا هو آية ولا جزء منها، ولم نقف عليه فيما اطلعنا عليه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما يكون من كلام بعض الوعاظ، وغاية ما وقفنا عليه في هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره. متفق عليه.
وكذلك في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته. رواه البخاري
ولكن ذلك اتخذه بعض أصحاب الأهواء والبدع مطية يصلون بها إلى قلوب العامة فيضللونهم بها ويزعمون أنهم أولياء الله وأفعالهم تكذبهم، فقد بين الله سبحانه وتعالى أولياءه فقال: إن أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {الأنفال: 34} وقال: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس: 62-63} وأما أصحاب البدع والأهواء فإنهم أولياء الشيطان. قال في تيسير العزيز الحميد: اتفق العلماء على أن الرجل لو طار في الهواء ومشى على الماء لم يعتد به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه، ومثل هذه الأمور قد يكون صاحبها وليا لله وقد يكون عدوا له. والعبارة للشافعي رحمه الله، كما في معارج القبول، وأثرت عن غير واحد من السلف، فتلك العبارة كلمة حق ولكن قد يراد بها الباطل، فينبغي للمسلم أن يتنبه ولا يعطي زمامه لكل من هب ودب حتى لا يقع في مهاوي الردى.
كما أنه ينبغي التثبت قبل نسبة اللفظ إلى كتاب الله تعالى أو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا شك المرء في لفظ ما فليسأل عنه أهل العلم قبل أن يجزم بكونه آية أو حديثا، فيقول على الله ما لا يعلم أو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ {لزمر 32} وقال صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.
نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق إنه سميع مجيب.
والله أعلم.