الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عمل السحر وتعاطيه وطلبه من الساحر كبيرة من كبائر الإثم، وجريمة عظيمة في حق النفس والغير، فالله تعالى يقول عن الساحر: وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {طه: 69}. ويقول: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ {البقرة: 102}.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات... وذكر منها: السحر.
وتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل من سحر أو سحر له، كما روى عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له. رواه الطبراني بإسناد حسن.
وعليه، فما تفعلينه بعد توبتك من محاولة لصد تلك المرأة عن الذهاب إلى السحرة هو الصواب، ولكن تلك المبالغ التي تأخذينها منها ليست ملكاً لك، لأنها هي لا تعطيها لك، ولو علمت أنك تدخرينها لنفسك لما قبلت ذلك.
فالواجب عليه إذاً هو رد تلك الأموال إلى صاحبتها بأي وسيلة ممكنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا ما أعطاه عن طيب نفسه. رواه البيهقي.
ولن تعدمي طريقة تردين بها الأموال إليها من غير أن تشعر هي بما تدبرينه من الأمر.
ونسأل الله أن يعينك على هذا الخير الذي أردته.
والله أعلم.