خطب امرأة بدون علم والديه

25-6-2005 | إسلام ويب

السؤال:
إخواني في الله أريد منكم النصح، أنا كنت أنوي أن أخطب واخترت ناسا من معارفنا ، وكلمت أهلي عنهم لكن أهلي رفضوا جابوا لي أعذار منها أن أهل العروس (بيت جدها) يتحكمون في كل شيء، وبدأوا يتكلمون فيك وأعذار من هذا القبيل، أنا سألتهم عن أخلاق البنت وأم البنت ووالدها قالوا محترمين وما عليهم أي غبار ، لكن بيت جدها متحكمين بقراراتهم وآرائهم، المهم إخواني أنا ما اقتنعت بالأعذار بعد نقاش عرفت الآتي:الاهل يريدون أن أتزوج بنت خالي وأنا رافض، وحجتهم أننا عشنا مع بعض سنين، وقالوا إن خالي متأكد 100 % إني سأخطب بنته، وإنهم يستحون ومحرجين أن يخطبوا غير بنت خالي، ويخافون على مشاعر خالي، ويخافون أن خالي يقطع علاقتنا به إذا عرف أنني خطبت من غيره، ويا شيخ كلهم بنات جميلات وأخلاق ودين، لكن أنا والله والله والله مالي رغبه في الزواج من بنت خالي أبداً وأخاف أظلمها معي إذا أجبروني على الزواج من بنت خالي لأن الزواج عشرة طويلة، ويا شيخ أنا والله استخرت في بنت خالي أكثر من مرة فلم أجد أي شيء ولم أشعر بأي شيء ولا أي شيء، لكن أنا أحببت أوضح الذي صار لي بعد ذلك وهي كالتالي:أنا يوم طلبت منهم يخطبون لي البنت التي أريدها تعذروا لي ويحاولون يؤخروني كي أنسى الموضوع نهائيا ولا يعطون اهتماما لموضوع الخطبة ويحطموني، وقالوا لي إذا أردت أن تتزوج بنت خالك نحن نزوجك الآن، إخواني أنا والله أريد أن أخطب كي أحصن نفسي والله، لكن أية فائدة في أن أخطب وأتزوج إنسانة لا أريدها سأظلمها والله.
خلاصة الموضوع: أنا بصراحة كنت نويت أن أسافر لماليزيا للدراسة 6 أشهر، وأنا أعرف نفسي لا أقدر أن أكمل دراسة إلا على الأقل إذا خطبت لأني أريد أن أحصن نفسي ولا أطالع هنا أو هنا ، صحيح المسلم عليه أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله ويكافح ويجاهد نفسه، لكن إخواني والله لا أخفيكم أنا إذا ما خطبت ولم أحس أني على الأقل خاطب سأنحرف شيئا فشيئا عن المسار وسوف أتحطم والله، لست أعرف ماذا أقول لكم أستحي أن أشرح حالتي، والله والله لا بد أن أخطب، على الأقل إذا ما خطبت لا أعرف ماذا أقول،
بعض الناس يقولون ما فائدة الخطبه بدون زواج كل إنسان يختلف عن إنسان بعض الناس ما يطلبون ولا يلحون على الزواج بسرعة بحكم تكوينهم مهما كان الواحد منهم كبيرا في السن عادي عنده إذا تزوج الآن أو بعد فترة طويلة، وفيه أناس صغار بالسن لكن يحتاجون الزواج سريعا لتحصينهم، أنا بالنسبه لي الخطبة شيء عظيم وحصن منيع إن شاء الله مهما صار أحس أنه فيه شيء ورائي ينتظرني، والله أنا فقط أريد على الأقل أخطب، نحن الآن في عصر فتن الله يحفظ كل شاب وشابة ويسترهم ويحصنهم يارب، أنا بصراحة واجههت أكثر من فتنة خلال فترة الدراسة بالخارج وحتى والله هنا في جدة ولكن الحمد لله الله يستر علينا والحمد لله قدرت أ ن أتجاوزها، لكن بصعوبة، لكن بصراحة ليس كل مرة تسلم الجره، والله أنا في خطر أشعر أنها طالت المدة، وأنا غرضي من الخطبة الحصن لي وخصوصا أني سأسافر للخارج.إخواني في الله أنا بصراحة بعد محاولات مع أهلي يخطبون لي امن أريدها ويئست منهم وأصروا على بنت خالي، وأنا بصراحه لا أعرف ما ذا حصل لي شعرت بدافع قوي قبل السفر بفترة قصيرة توجههت لناس آخرين وخطبت بنتهم ووافقوا ولله الحمد علي، لأني لا أقدرأن أسافر وأنا بدون خطبة ، أنا الذي دفعني للخطبة خوفي على نفسي، كان ودي أشرح لكم معاناتي أكثر لكن لاأعرف أعبر عن الذي أشعر به في نفسي عاجز عن التعبير، لكن إن شاء الله أنتم تعرفون، وما أقول غير الشكوى لله، المشكلة أخي في الله أنا ما أخبرت أهلي عن خطبتي للآن، لكن كان همي الأول والأخير كيف أحافظ على نفسي لأن أهلي تأخروا وطالت المدة، المشكلة أني لا أريد أن أغضب أهلي مني ورضاهم يهمني لكن الآن لست أدري ماذا أفعل، أخاف أن يتضايقوا مني أخاف على أمي تتعب، أخاف يدعون علي ماذا أفعل، وكذلك هل علي إثم في الذي عملته بدون معرفه أهلي وبدون رضاهم، والله أنا في حيره، أفيدوني؟ جزاكم الله ألف خير، وعفوا على الإطالة لاني كنت أحب أن تكونوا على دراية كاملة بكل التفاصيل لكي لا يظلم أحد سواء أنا أو أهلي؟وجزاك الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على الالتزام وأن يبعد عنك الشرور والآثام وأن لا يجعل للشيطان عليك سبيلاً، ولتعلم أن من أعظم الحقوق وأولاها بالرعاية حق الوالدين فطاعتهما من أوجب الواجبات، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، فعليك أن تحسن إليهما وتطيعهما فيما أمراك به ما لم يكن إثماً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.

فإذا كانت بنت خالك ذات دين وجمال وقد أمراك بالزواج بها فينبغي أن تطيعهما في ذلك، وعدم رغبتك وميولك إليها قد يكون من الشيطان يريد أن يوقع بينك وبين أهلك وخالك العداوة والبغضاء، فلا تطعه فيما يريد واظفر بذات الدين كما أمرك أبواك وأمرك نبيك صلى الله عليه وسلم في قوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وإن كرهت ذلك الآن: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

أما إذا كانت بنت خالك غير ملتزمة أو هنالك من الأسباب ما يمنع زواجك بها فلتبحث عن ذات الدين ولكن ينبغي أن تستشير والديك فيما تقدم عليه ففي رأيهما بركة، ولا تعدل عنه إلا لمانع شرعي، وما دام لم يتم عقد القران بينك وبين خطيبتك فلتخبرهما بنيتك في خطبتها وتقنعهما بذلك إن كانت ذات دين وخلق، ولتستعن بمن يسمعان نصحه ويقبلان كلامه، فإن أذنا لك وقبلا فأتم الأمر وإلا فلتترك الخطوبة ولتطعهما فيما أمراك به: فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا{الإسراء:23-24}، فقد أمرك بذلك ربك، وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 26708، والفتوى رقم: 3778.

والله أعلم.

www.islamweb.net