الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -وفقك الله للخير واتباع الحق- أن علاقة بينك وبين امرأة أجنبية عليك، لا يصح أن توصف بأنها علاقة شريفة وطاهرة، وأحرى إذا كانت تلك المرأة متزوجة، ذلك أن مجرد قيام العلاقة بينكما أمر محرم ولو لم يوجد شيء مما تتصور أنت أنه هو سبب التحريم.
إذ لا تتصور العلاقة إلا مع وجود نظر أحد الطرفين أو كل من الطرفين إلى الآخر ولو في بعض الأحيان، ولا تتصور إلا مع حصول خلوة في وقت ما، ولا تتصور إلا مع حديث قد لا تدعو الحاجة إلى مثله، إلى غير ذلك من الأمور التي هي أخف شيء يمكن تصوره في مثل هذه العلاقات... مع أنها كافية وحدها للتحريم.
وعليه؛ فإن جوابنا بأن هذه العلاقة يحبها الشيطان، وأنه لا يوجد شيء اسمه علاقة حب شريف بين رجل وامرأة، هو الجواب الصحيح لما سألت عنه، ولا يمكن تغييره ولو حلفت بالله العظيم أنها علاقة شريفة، وأنه لا يوجد شيء بينك وبينها سوى الحب الشريف الطاهر، وأنكما صادقان في حبكما لبعضكما، وأن الإخلاص موجود بينكما، وأن لا مجال للشيطان بينكما أبداً، وأن لا وجود للجنس بينكما ابداً، وأنها هي تقوم بواجباتها تجاه زوجها وأطفالها على أتم وجه.
ثم الذي يحدث في مثل هذا الزمان في مثل هذه العلاقات، ليس هو الأساس الذي اعتمدناه فيما أفتينا به، مع أنه هو أيضاً موجب للتحريم، وحكم الحب بين الرجال والنساء قد بينا من قبل ما يباح منه وما يحظر، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 5714.
وإذا كان الذي تعنيه من الحب هو النوع المحرم حسب التفصيل الذي ورد في الفتوى، فإن إثم المعصية في رمضان أشد منه في غيره، ومجرد حصول علاقة حب بين فتى وفتاة لا يفسد الصوم إلا ن يترتب عليه إخراج مني، أو جماع، واتصال الفتاة بعشيقها مباشرة أو بالهاتف وهي صائمة لا يفسد الصوم ما لم يترتب عليه شيء مما ذكر، وفيه الإثم ولو كان في غير رمضان ويزداد ذلك في رمضان لحرمة الصوم وحرمة الشهر.
والله أعلم.