الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسنة مشط رأس المتوفاة وجعل رأسها ثلاث ضفائر، وعليه جمهور أهل العلم. وذهب الحنفية إلى أنه لا يضفر، وحملوا الحديث الذي في الصحيحين ـ عن أم عطية قالت: اغسلنها وترا ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، قال: قالت أم عطية: مشطناها ثلاثة قرون. ـ أنه استحسان منها، والصواب أنه قد ورد ما يدل على أن ذلك بعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى سعيد بن منصور بلفظ الأمر من رواية هشام عن حفصة عن أم عطية قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلنها وترا، واجعلن شعرها ضفائر.
وقال ابن حبان في صحيحه: ذكر البيان بأن أم عطية إنما مشطت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم بأمره لا من تلقاء نفسها، ثم أخرج من طريق حماد عن أيوب قال: قالت حفصة عن أم عطية: اغسلنها ثلاثة أو خمسا أو سبعاً، واجعلن لها ثلاثة قرون.
ولم نقف على الحكمة من جعل شعرها ثلاثة قرون، والمسلم يسلم لما ورد في السنة ولو لم يعلم حكمته لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ..... {الأحزاب:36}، ولا حرج في البحث عن الحكمة إذا أمكن الوقوف عليها بلا تكلف فإن ذلك مما يؤكد التسليم لحكم الله ويقويه.
والله أعلم.