الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها. قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59} وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5}
ومن السهو عنها: تأخيرها عن وقتها، كما ثبت عن بعض السلف كابن عباس وغيره، فالواجب على المسلم المحافظة على الصلوات في أوقاتها المحددة شرعا. قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء: 103} ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها عمدا كأن ينام عنها مع قدرته على استعمال وسائل التنبيه لها.
أما إذا كان مغلوبا بالنوم مع عجزه عن وسيلة للاستيقاظ فهو معذور ولا إثم عليه.
وعليه، فإذا كان تأخير صلاة الصبح أو غيرها عمدا مع القدرة على الاستيقاظ فهذه معصية عظيمة تجب التوبة منها مع العزم على عدم العودة إليها.
وفي هذه الحالة تستحب صلاة التوبة فإنها مستحبة بعد صدور ذنب من المسلم، وراجع حكمها وصفتها في الفتوى رقم: 7471.
والله أعلم.