الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للزوجة الحق في طلب الطلاق بسبب فسق الزوج وتقدم بيانه في الفتوى رقم 33363.
ولا يفوتنا توجيه نصيحة للأخ السائل لعل الله أن ينفعنا وينفعه بها فنقول :
لسنا بحاجة أن نقرر حرمة الخمر ولا ما ورد فيها من وعيد لأنه قد سبق بيانه في فتاوى كثيرة منها الفتوى رقم 54802، ولاعتقادنا أن السائل يدرك هذا ويسلم به ، ولسنا بحاجة إلى إقناعه بتركها وترغيبه في ذلك لأنه كما قال غير مقتنع بها ولديه الرغبة في تركها نهائيا.
ولكن نحاول أن نضع أيدينا على أصل المشكلة فإن مشكلة تعاطي الخمر وغيرها من المعاصي سببها الرئيس ضعف الإيمان كما ثبت ذلك في الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم.
ومن المقرر أن الإيمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف، ولزيادة الإيمان وقوته أسباب سبق بيان جملة منها في الفتوى رقم 29982.
كما أن الخمر من عمل الشيطان عدو الإنسان الأول كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90].
ولذا ينبغي الحذر والاستعاذة من شره، وسبق لنا فتوى بعنوان الأسباب المعينة على التخلص من غواية الشيطان برقم 33860.
فتب أخي وفقك الله من شرب الخمر وخالف الشيطان وعمله والنفس الأمارة بالسوء وما تهوى، وتصالح مع زوجتك الصالحة ولا تفضل عليها أم الخبائث الخمر
وافعل كما قال الأول:
خالف هوى النفس والشيطان واعصهما * وإن هما محضاك النصح فاتهم
فالنفس كالطفل إن ترضعه شب على * حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وفقك الله لما يحب ويرضى وعصمنا وإياك من الشيطان الرجيم.
والله أعلم.