الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي ذكرت قد أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما وهو صحيح، ولعل السائل الكريم إنما يسأل عن السبب الذي أعطي له إبراهيم -عليه السلام- هذه الفضيلة، ولم يجد ذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم- مع أنه أفضل.
وقد أجاب عن ذلك أهل العلم، قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: ويقال: إن الحكمة في خصوصية إبراهيم بذلك لكونه ألقي في النار عرياناً. وقيل: لأنه أول من لبس السراويل. ولا يلزم من خصوصيته عليه السلام بذلك تفضيله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن المفضول قد يمتاز بشيء يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة، ويمكن أن يقال: لا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بأن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه.
والله أعلم.