الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أحاديث أشراط الساعة لا يمكن تفسيرها بواقع معين أو حملها على أشخاص معينين إلا بدليل من الوحي.
ولا نعلم دليلا يعين هذا الخليفة ولا دليلا يبين علاماته، ولا وجوده من عدمه الآن.
علما بأن الحديث المسؤول عنه صحيح السند، كما قال الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي والكناني في مصباح الزجاجة، وقد حمل أهل العلم أصحاب الرايات السود على أنصار المهدي استنادا على هذا الحديث، واستنادا على ما في رواية أحمد: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي.
وأما المقصود بالكنز فهو كنز الكعبة، أي من المال المدفون فيها، وقد ذكر ابن كثير في التفسير والعيني في شرح البخاري أنه مدفون في بئر في جوف الكعبة. وقيل غير ذلك.
واعلم أن أصحاب الرايات السود لا علاقة لهم بهذا الكنز، ولا يستخرجونه، وإنما يستخرجه ذو السويقتين الحبشي، كما في الحديث: اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين الحبشي. رواه أحمد وأبو دود والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأما المقصود بالقاتل والمقتول؟ فالظاهر أنه يعني بالقاتل أهل الحق الذين هم أصحاب المهدي، وبالمقتول من خالفهم من أهل الباطل.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 15838، 11387، 6573، 16286، 27618.
والله اعلم.