الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان قد ثبت لديك أو غلب على ظنك أن ما سرقه هذا الشخص يساوي أو يزيد عما قدرته وهو مبلغ 4000 دينار فلا نرى عليك شيئا في مطالبته بذلك، لأن الأحكام تبنى في الأصل على اليقين، فإن تعذر اليقين عمل فيها بغالب الظن، والعمل بغلبة الظن هو الغالب في الأحكام الشرعية، وقد ثبت على الشخص المذكور أنه سرق وذلك باعترافه وإقراره، ثم أنكر قدر المسروق حسب ما ظننت أنت، بعد إقراره بأصل السرقة، فالواجب عليه أن يحلف أنه ما سرق كل هذه القيمة لأنه منكر فيكون مدعى عليه ولا بينة لدى المدعي على تقدير هذه القيمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه. رواه الترمذي. وقال حسن صحيح. ورواه البخاري عن ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن اليمين على المدعى عليه.
فإذا حلف صدق بيمينه فيما يقدره من المال الذي سرقه ويرد عليه الباقي.
وإننا لنرى في مثل حالتكم الرجوع إلى القضاء أو التراضي بالنزول على حكم أهل الخبرة العدول في التقدير فمثل هذه القضايا لها من الأحوال والقرائن ما يدعو إلى التأني قبل الحكم فيها، ولا يمكن الاطلاع على كل القرائن والأحوال من خلال سؤال أو استفتاء.
والله أعلم.