الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز طلب الدعاء من الكافر، لأنه ليس أهلا للإجابة، ولأنه مبغوض من الله، فكيف يتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يبغضه! وإن كان قد يستجاب له، لاسيما إذا كان وقت الاضطرار، كما دل القرآن على ذلك، ولأن طلب ذلك يشعر بتعظيمه ومظنة الخير فيه مع كفره، وإنما يطلب الدعاء من المؤمنين أهل الخير والصلاح أو من سائر المسلمين. قال سليمان بن منصور الجمل الشافعي في فتوحات الوهاب في باب الاستسقاء: قال الروياني: لا يجوز التأمين على دعاء الكافر لأنه غير مقبول، أي لقوله تعالى: وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ {الرعد: 14} قال: ونوزع (أي الروياني) فيه بأنه قد يستجاب له استدراجا كما استجيب لإبليس فيؤمن على دعائه، هذا، ولو قيل وجه الحرمة أن في التأمين على دعائه تعظيما له وتقريرا للعامة بحسب طريقته لكان حسنا- إلى أن قال بعد ذكره الخلاف في جواز التأمين على دعاء الكافر أو أن ذلك جائز إذا دعا لنفسه بالهداية أو دعا لنا بالنصر، وينبغي أن ذلك كله إذا لم يكن على وجه يشعر بالتعظيم، وإلا امتنع خصوصا إذا قويت القرينة على تعظيمه وتحقير غيره. انتهى. وذكره شمس الدين الرملي في نهاية المحتاج، وزكريا الأنصاري في الغرر البهية شرح البهجة الوردية.
والله أعلم.