الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن امتناع المرأة عن طاعة زوجها في الفراش من غير عذر كالمرض أو نحوه يعد معصية تأثم الزوجة به، وذلك لتفريطها في حق من أعظم حقوق الزوج عليها، ولهذا استحقت فاعلته لعنة الملائكة، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وعلى هذا، فالواجب على زوجتك أن تتقي الله تعالى وتنتهي عن هذه المعصية، ويحسن بك مداومة نصحها وتذكيرها بحقوقك في هذا الأمر، ثم إنه ينبغي النظر في سبب كراهة هذه المرأة للفراش هل ذلك عائد على عدم اهتمامك بنفسك ومظهرك أو إهمالك لآداب الجماع المبينة في الفتوى رقم: 3768 والتي من جملتها مداعبته المرأة قبل الوطء حتى تثير شهوتها وتستعد للجماع برغبة، فإن كانت الأسباب من هذا النوع فحلها سهل ميسور.
وأما إن كانت بسبب خلقي في المرأة وأمكن علاجها فلا حرج في السعي في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وإن لم يمكن علاجه ولم تستطع الصبر عليها فلك أن تطلقها وتتزوج بزوجة أخرى، أو تضم إليها زوجة أخرى وتبقيها في عصمتك، ولا ريب أن هذا الأمر أولى.
هذا، وننبه إلى أن الزوج إذا عجز عن الإنفاق على زوجته خيرت بين البقاء معه على تلك الحال وبين فراقه.
قال ابن قدامة في المغني: الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه.
والله أعلم.