الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله سعيك وأثابك على تمسكك برمز العفة والطهر، وهو حجابك الذي أمرك الله به، ونسال الله جل وعلا أن يثيبك ويثبتك على ذلك.
وأما جواب سؤالك، فهو أنه يجب عليك أن تؤدي كل صلاة في وقتها ولا تبالي باستهزاء المستهزئين، فإنهم لا يعقلون، فقد قال الله تعالى عنهم: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ {المائدة: 58} فلو استجاب المسلم لمطالبهم فإنهم لا يرضون منه إلا بترك دينه واتباع ملتهم كما قال الله تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {120}.
ولا يضرك أن تصلي ويراك رجال أو نساء أجانب مادمت بالحجاب الشرعي في صلاتك.
فإذا ما ترتب على ذلك ضرر بك أو غلب على ظنك حصول ضرر فلا حرج عليك في أن تجمعي بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير.
فقد ذهب أشهب من المالكية وابن المنذر من الشافعية وابن سيرين وابن شبرمة إلى جواز الجمع لحاجة ما لم يتخذه عادة لحديث ابن عباس المذكور الذي رواه مسلم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر. قيل لابن عباس ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته.
وأما الجمع بين العصر والمغرب فلا يجوزقطعا لعدم اشتراكهما في الوقت، هذا، واعلمي بارك الله فيك أن الإسلام والتمسك به هما مصدر عزة هذه الأمة وسعادتها في الدنيا والآخرة، فلنرفع به رؤوسنا ولا نبالي بمن استهزأ أو أراد أن يصدنا عن ديننا، وكيف لا نرفع رءوسنا بديننا ونعتز به وهو دين الله الحق ونوره في الأرض في حين أن أهل الباطل والخنا والفجور لا يستحيون من باطلهم وفجورهم، بل يجاهرون به ويدعون إليه.
والله أعلم.