الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعزية المسلم في مصابه مستحبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: من عزى مصابا فله مثل أجره. رواه الترمذي، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يعزي أخاه بمصيبته إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
فإذا كان عندك حرج من تعزية زميلك في مكانه فإنه متى حصلت التعزية في محل العمل أو المسجد أو الطريق صحت، ولا تمنع بدعية هذا الشخص من تعزيته، فقد أجاز الفقهاء تعزية الذمي الكافر، فالمسلم وإن كان مبتدعاً أولى.
وذلك أن التعزية من باب حسن المعاملة، والعدل في تبادل الحقوق التي تقتضيها ضرورة المجاورة والمعاملة الدنيوية، ويتعين الحرص على أن لا يكون في التعزية محذور شرعي ولا موافقة للمعزى على باطل، ولا يلزم منها مودة ولا موالاة له.
وينبغي للمسلم الذي يريد أن يحافظ على دينه أن لا يصاحب إلا الأخيار، ولا يكثر من المجالس التي يكثر فيها القيل والقال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أحمد وأصحاب السنن.
وقد قال أهل العلم: إن مخالطة الناس بغير ضوابط شرعية قد تسبب مرض القلب، فربما سمع أو شاهد ما لا يرضي الله تعالى.
والله أعلم.