الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أولاً أنه إذا استطعت حل المشكلة بينك وبين أبي أولادك عن طريق تدخل المصلحين من أسرتيكما بما يضمن حل المشكلة عائلياً دون اللجوء إلى المحاكم، فذلك خير وأفضل؛ لما فيه من الأثر على الأولاد وصون سمعة الأسرتين معاً، فإن لم ينفع ذلك فينبغي أن تتنبهي إلى أمرين وهما:
الأول: أن حضانتك لهؤلاء الأبناء سقطت من يوم تزوجت من غير أبيهما وانتقلت إلى أمك، وراجعي الفتوى رقم: 6660.
الثاني: أنه لا يمكن أن يمنع هذا الأب بحال من الأحوال تفقد أبنائه وزيارته لهم أو زيارتهم له، لأن في ذلك قطعاً للرحم، قال صاحب المغني الحنبلي: ولا يمنع أحدهما من زيارتهما عند الآخر.. إلى أن قال: لأن المنع من ذلك فيه حمل على قطيعة الرحم. انتهى.
وقال صاحب مواهب الجليل المالكي: وفي المدونة: وللأب تعاهد ولده عند أمه وأدبه وبعثه للمكتب ولا يبيت إلا عند أمه.
وبهذا يعلم أن قيام هذا الأب بأخذ أبنائه إلى تلك الأماكن أو غيرها للترفيه لا يمكن منعه منه إلا إذا خشي على الأبناء من وقوع ضرر محقق يلحقهم في ارتيادهم لتلك الأماكن، والمعروف أن الآباء يشفقون على أولادهم ولا يعرضونهم للمخاطر وهم محمولون على ذلك قبل أن يتحقق العكس.
والله أعلم.