الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن كثير في التفسير أن قوله تعالى( فما فوقها) فيه قولان: أحدهما: فما دونها في الصغر والحقارة كما إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع: نعم وهو فوق ذلك يعني فيما وصفت.
وهذا قول الكسائي وابن عبيد، قاله الرازي وأكثر المحققين، وفي الحديث: لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء.
والثاني: فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة، وهذا قول قتادة بن دعامة، واختيار ابن جرير، فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة.
والله أعلم.