الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 6364، والفتوى رقم: 55841. أنه لا حرج في امتلاك الشخص أو أهل البيت أكثر من مصحف واحدٍ، وأنه لا يعتبر الاكتفاء بالنظر في واحد مثلا هجرا للآخر، ثم إن الأثر الذي ذكره القرطبي وعزاه للثعلبي عن أنس مرفوعاً: من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول: يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجوراً فاقض بيني وبينه. قد ذكره الألوسي في روح المعاني قال: وقد تعقب هذا الخبر العراقي بأنه روي عن أبي هدبة وهو كذاب - والحق أنه متى كان ذلك مخلا باحترام المصحف والاعتناء به كره بل حرم وإلا فلا. انتهى من روح المعاني.
وقال في الميزان في ترجمة أبي هدبة هذا: قال الخطيب: حدث عن أنس بالأباطيل. انتهى.
وإذا كانت المصاحف المذكورة ملكا للسائل الكريم أو استأذن مالكيها فلا حرج في أن يذهب بها إلى المسجد ليقرأ فيها الناس هناك، بل إن هذا عمل حسن وسيؤجر عليه إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.