الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القرآن الكريم قرآن واحد وهو الذي يقرؤه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، لا يستطيع أحد أن يبدل أو يغير أو يزيد فيه أو ينقص، فقد تكفل الله عز وجل بحفظه، فقال جل وعلا: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، هذا ما لا يمتري فيه عاقل ولا ينكره منصف.
والمعجم الذي ذكره السائل الكريم هو عبارة عن موسوعة للقراءات المتواترة والشاذة، وليس معنى أوجه القراءة وطرقها التي أشار إليها السائل أن كل واحد منها قرآن، وإنما هي وجه من وجوه القراءة وجزء من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم، وعن جمع القرآن الكريم وكتابة المصحف والحكمة من أوجه القراءات، نرجو من السائل الكريم الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17828، 15858، 19945، 21795.
وأما السبع المثاني فلا علاقة لها بالقراءات السبع، والمقصود بها كما في الصحيحين وغيرهما فاتحة الكتاب (الحمد لله رب العالمين)، ولا علاقة لها أيضاً بالحديث المتواتر بنزول القرآن على سبعة أحرف، كما هو مبين في الفتاوى المشار إليها، وما ذكرته من أمثلة على اختلاف القراء لا يعدو أن يكون تفسيراً أو مرادفاً... وليس في اختلاف القراء أي تناقض.
ولا تشغل نفسك بما يدعيه الأفاكون ويحاولون -عبثاً- إلصاقه بالقرآن الكريم وأنه متعدد، يريدون بذلك أن يجعلوه مثل أناجيلهم المتعددة المتناقضة وتوراتهم المحرفة.
فذلك ما لا يقبله عاقل لأن القرآن الذي يقرؤه المسلمون على اختلاف مذاهبهم وأجناسهم ولغاتهم.. واحد لا يستطيع أحد أن يغير فيه أو يبدل بخلاف الكتب الأخرى.
وننصح السائل الكريم بتقوى الله العظيم ونشكره على جهوده ونسأل الله تعالى أن يعينه، وإذا لم تكن لديه القدرة الكافية على خوض هذا الميدان فليتركه لرجاله المختصين من إخوانه وهم موجودون ولله الحمد.
والله أعلم.