الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يعينك على استرداد مالك، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وننبهك إلى أننا لم نعرف أي الأحاديث تقصد لأنك لم تذكر في أي كتب السنة هي، وعلى كل حال، فإذا كنت تقصد بسؤالك، أنك تدعو الله أن يعينك على عدم الغل على المسلمين وعدم حسدهم والعفو عن كل من ظلمك، فلا تؤثر عدم مسامحتك لهذا الشخص على قبول هذا الدعاء، أما إذا كنت تقصد أنك تتخلص عند النوم من الغل والحسد للمسلمين، وتعفو عمن أساء منهم، وتستثني هذا الشخص من العفو فلا حرج عليك في هذا الاستثناء، لأن لك ألا تعفو عنه.
وأما إذا كنت تقصد أنك تفعل مثل ما فعل الصحابي علبة بن زيد رضي الله عنه من الصدقة بالعفو عمن ظلمك، ذلك عندما قال: يا رسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من ظلمني، قال: فأعرض عنه، قال: فلما كان في اليوم الثاني قال: أين علبة بن زيد ؟ أو أين المتصدق بعرضه؟ فإن الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه. رواه البزار. فإذا كان الأمر كذلك، فإذا كنت لم تعف عن هذا الشخص، صحت الصدقة عمن عفوت عنه، ولم تصح عن هذا الشخص لعدم عفوك عنه. ولا حرج عليك فيما دفعته من المال لتحمي نفسك وإخوانك من هذا الشخص، وليس ذلك برشوة لأن الرشوة هي دفع المال لإبطال الحق أو إحقاق الباطل، ولكنه في حق هذا الشخص أكل للمال بالباطل، وراجع الفتوى رقم: 50843، والفتوى رقم: 54580.